ملعب اليرموك.. مرفق رياضي بات ملاذاً للنازحين في شمال غزة

ملعب اليرموك.. مرفق رياضي بات ملاذاً للنازحين في شمال غزة
نازحون في ملعب اليرموك

تحت قصف مستمر ووابل من النيران، اضطر آلاف السكان من شمال قطاع غزة لترك منازلهم والتوجه نحو مدينة غزة، بحثًا عن مكان آمن، لكن دون جدوى في ظل غياب المناطق الآمنة، واستمرار العنف. 

هؤلاء النازحون، المنهكون جراء النزوح، وجدوا أنفسهم في ملعب اليرموك وسط مدينة غزة، حيث تحوّل الملعب إلى ملجأ مؤقت لأولئك الفارين من مناطقهم المدمرة، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

قصة ملعب اليرموك، المملوك لبلدية غزة منذ عام 1956، بدأت كمرفق رياضي، لكنه اليوم أصبح  ملاذًا للنازحين، حيث نصبت فيه 23 خيمة تستوعب نحو 300 أسرة، بجهود وزارة التنمية الاجتماعية ووزارة الأشغال العامة والإسكان، بالتعاون مع مؤسسات أخرى. 

يوفر المخيم للنازحين ما أمكن من خيام وطعام وماء، إلى جانب بعض مستلزمات الإنارة والفراش، غير أن الأوضاع لا تزال صعبة، حيث تشترك أكثر من أسرة في خيمة مساحتها 16 مترا مربعا، ما يزيد من معاناة النازحين وسط ضيق شديد وانعدام الخصوصية.

صراع للبقاء

تقول أم محمد، إحدى النازحات من جباليا: "تم نسف بيتي وتدميره بالكامل، وجباليا أصبحت كومة أنقاض". 

فقدت أم محمد ابنها أثناء الفرار، وهي اليوم تعيش بين الخيام، تحت السماء، تعاني من ظروف صعبة. 

أما أبو بشار، رب أسرة مكونة من تسعة أفراد، فقد فقد قدمه جراء إصابته بشظية أثناء نزوحه من الشجاعية. 

يتحدث أبو بشار وهو طريح الفراش، معبرًا عن ألمه وبكائه، مشيرًا إلى أنهم يعيشون دون طعام أو علاج، متمنيًا انتهاء هذه الحرب.

وأوضح محمود ناصر، المسؤول عن المخيم، أن معظم النازحين هم من النساء والأطفال، بعدما قامت قوات الجيش الإسرائيلي باعتقال الرجال في بعض مناطق شمال القطاع، ما ترك الأسر دون معيل أو حامٍ، ليواجهوا وحدهم ويلات النزوح وصعوبة الحياة.

نقص الخدمات الإنسانية

في هذا المخيم، تُفتقر الحاجات الأساسية، مثل الماء والطعام، الذي يتم توزيعه من قبل متطوعين أو منظمات إنسانية، إلا أن ما يصل غير كافٍ لتلبية احتياجات النازحين

يمضي النازحون أيامهم في طوابير للحصول على قدر من الماء أو الطعام، وسط أجواء تفتقر لأبسط مقومات الحياة الكريمة.

تتزايد الدعوات من النازحين ومنظمات المجتمع المدني للمجتمع الدولي للتحرك، وحماية المدنيين وتوفير الاحتياجات الأساسية، ودعم النازحين في ظل الظروف الكارثية. 

ومع استمرار النزوح القسري واستفحال الأزمة، يبقى الأمل معقودًا على التدخل الدولي لتخفيف معاناة سكان قطاع غزة وإيجاد حلول سلمية توقف هذا الدمار المستمر.

تظل معاناة النازحين في غزة نموذجًا حيًا لأزمة إنسانية تتفاقم كل يوم، ليبقى الألم شاهداً على الحرب القاسية التي دفعت آلاف المدنيين للنزوح، بحثاً عن الأمان دون أن يجدوه.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية